أيمن عودة يُطلق، في مدرسة "يني" رسالة صريحة وجريئة ضدّ العنف
أيمن عودة يُطلق، في مدرسة "يني" رسالة صريحة وجريئة ضدّ العنف
استضافت مدرسة "يني" الثّانويّة، صباح اليوم الأربعاء 27/11/2019، النّائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة في الكنيست، في لقاء حول ظاهرة العنف المستشرية، وسبل مواجهتها، وقد اشترك في اللّقاء طلّاب طبقة الثّاني عشر، وجرى اللّقاء في قاعة المركز الثّقافيّ "أ"، الواقع إلى جانب بناية المدرسة.
وكانت المعلّمة هدير أبو شنب، معلّمة موضوع المدنيّات في المدرسة، قد رتّبت استضافة النّائب أيمن عودة، للحديث عن ظاهرة العنف، وعن كيفيّة مواجهتها، وقد تزامن الموعد الذي رتّبته مع أسبوع التّسامح الذي تنظّمه المدرسة بإشراف مركّز التّربية الاجتماعيّة في المدرسة، الأستاذ فهد جريس، ممّا حدا بالزّملاء إلى التّعاون في جعل هذا اللّقاء ختام أسبوع التّسامح الذي امتدّ إلى هذا اليوم، فكان اللّقاء تتويجًا رائعًا لأسبوع يعجّ بالفعاليّات الهادفة إلى تذويت قيمة التّسامح كنهج حياة إنساني نطمح إليه.
استقبل النّائب أيمن عودة رئيس المجلس المحلّي، المحامي شادي شويري، في جلسة استقبال للضّيف جرت في مكتب مدير المدرسة، الأستاذ ميخائيل خوري، وشارك فيها إضافة إليهما: مركّز التّربية الاجتماعيّة، الأستاذ فهد جريس، مستشارة المدرسة، عنان توما حزّان، المعلّمة هدير أبو شنب.
وفي افتتاح اللّقاء تحدّث مدير المدرسة، الأستاذ ميخائيل خوري، فرحّب بالضّيف، وعبّر عن قلقه من تعاظم ظاهرة العنف، ومن حصد آثارها الاجتماعيّة الهدّامة، وقال: نحن نواجه هذه الآفة المدمّرة تربويًّا، فهذا اللّقاء التوعويّ، التثقيفيّ، الذي يوفّر الفرصة المباشرة لطلّابنا في لقاء قيادة الجماهير العربيّة في البلاد، وبناء التّواصل الحضاريّ والإنسانيّ والسّياسيّ والاجتماعيّ، هو من أهدافنا، وهو يساهم في تحضير أجيالنا الصّاعدة للحياة المستقبليّة، من أجل أخذ الدّور الواعي والمسؤول في واقعنا المركّب.
وتحدّثت المعلّمة هدير أبو شنب عن أهميّة اللّقاء مع رئيس القائمة المشتركة، في هذه الظروف السّياسيّة العاصفة، حيث من الضّروري أن يعي طلّابنا حقيقة ما يجري، من مصدر المعلومات الأوّل، من ممثّلينا الحقيقيّين. كما وأكّدت على ضرورة إثارة الحوار البنّاء بين شرائح مجتمعنا المختلفة، وبين ممثّلي جماهيرنا العربيّة، ودعت النّائب أيمن عودة إلى الإصغاء لصوت الطّلّاب، وأخذه بعين الاعتبار عند اتّخاذ القرارات الهامّة.
وبدأ رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة كلمته بتوجيه الشّكر لرئيس المجلس السّابق، السّيّد عوني توما على تعاونه قطريًّا في قضايا الجماهير العربيّة الأساسيّة، كما حيّا رئيس المجلس الحالي، المحامي شادي شويري، على مواقفه الوطنيّة والتّقدّميّة، وعلى مشاريعه الجديدة. وعبّر عن ارتياحه بوجوده في كفرياسيف، هذه البيئة الاجتماعيّة، الوطنيّة، المتنوّرة.
وفصّل النّائب أيمن حديثه عن العنف، فكان جريئًا وصريحًا في انتقاد نزعات العنف التي تتضمّنها جوانب من ثقافتنا، ودعا إلى التّحرّر منها، وإلى انتقاء الجوانب الإنسانيّة المشرقة، وهي كثيرة في ثقافتنا الغنيّة. كما هاجم قصور الشّرطة في جمع السّلاح غير المرخّص في الوسط العربيّ، وفي محاربة الجريمة المنظّمة التي تسيطر بالتّدريج على مناحي حياتنا، أمام سمع وبصر الشّرطة. وانتقض وزير الأمن الدّاخلي، غلعاد أردان، الذي يتّهم المجتمع العربيّ بالعنف، مثبتًا عنصريّته الوقحة، وكأن ظاهرة العنف هي ظاهرة متأصّلة في مجتمعنا العربيّ. وعرض بالأرقام إحصائيّات العنف في المجتمع العربيّ، مظهرًا الفارق الكبير بين ما قبل سنوات الألفين، وما بعدها، مؤكّدًا أنّ ما حصل بعد هبّة أكتوبر من سياسة سلطويّة منهجيّة سبّب في إغراق مجتمعنا في مستنقع العنف، حيث انتشرت تجارة السّلاح، والجريمة المنظّمة، دون رادع حقيقيّ، ودون عقاب مفروض على عناوينهما المكشوفة لأجهزة الأمن.
واختتم النّائب أيمن عودة بضرورة التّسلّح بالعلم، والوعي، والثقافة التي تنبض بالقيم الإنسانيّة السّمحة، والأخلاق الشّخصيّة، والرّوح الوطنيّة، والتّقاليد الكفاحيّة، والتّحليل العلميّ؛ فوحده العلم المستند إلى منظومة القيم قادر على مواجهة أعقد القضايا وأكثرها تأزّمًا.
وفي نهاية اللقاء جرى حوار صادق وبنّاء وهادئ بين الطّلّاب، وبين النّائب عودة، وقد أظهر هذا الحوار علاقة مباشرة بين شريحة هامّة من الجمهور، وبين ممثّل الجمهور العربيّ، وقوى السّلام والدّيمقراطية الحقيقيّة في البلاد.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم
تعليقات